×

الشخصية اليهودية/ الصهيونية في الرواية العربية المعاصرة: روايات 2000-2020 أنموذجًا



بقلم : حسين المناصرة
18 مايو 2021 

عندما بدأنا الإعداد، قبل عشرة أشهر، لإطلاق مؤتمر: " تمثيلات الشخصية اليهودية في الرواية العربية المعاصرة: روايات 2000-2020 أنموذجًا"، ليعقد في مناسبة الإجرام الصهيوني في فلسطين، وفي استكمال احتلاله لبقية فلسطين التاريخية عام 1967، كنا ندرك جيدًا أننا نرد بهذا المؤتمر على موجة الخزي والعار التطبيعية مع الكيان الصهيوني المتغطرس في إجرامه، وكنا ندرك جيدًا أننا سنواجه بالمكائد والمؤامرات...، وأن هذا المؤتمر سيحاربه ذباب الكيان الصهيوني الأسود، بكل الطرق الممكنة؛ لذلك آثر جميع الشركاء الأكاديميين وغير الأكاديميين الذين عرضنا عليهم التعاون في رعاية هذا المؤتمر عدم مشاركتنا، وفي معظم الأحيان إن لم يكن كلها عدم الرد علينا.

في هذا المؤتمر، كان هدفنا أن نعرف ما موقف الإبداع الأدبي العربي المعاصر، ممثلاً بالرواية، من الشخصية اليهودية، ومن إجرام الكيان الصهيوني في فلسطين؟ صحيح أن الأبحاث البالغة أكثر من مئة بحث، اقتصرت على نماذج محدودة من الروايات ، لم تتجاوز ستين رواية عربية ، كتبت في هذه المدة، وأن المدونة الروائية العربية المعاصرة التي تناولت الشخصية اليهودية / الصهيونية، قد تصل إلى الآلاف، لكن المهم في المحصلة النهائية أن النماذج الروائية العربية المدروسة، أكدت أن الشخصية اليهودية الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية هي شخصية مجرمة من ألفها إلى يائها، وأنه من المستحيل أن يكون لهذه الشخصية حياة في فلسطين، ومن المستحيل أيضًا أن تكون هذه الشخصية خيرة أو إنسانية في أي يوم من الأيام!!!
وها نحن، اليوم، نشهد إسقاطًا منتنًا لأقنعة المطبعين مع هذا الكيان، وأن الإجرام الصهيوني في فلسطين المحتلة لا يمكن أن يتحول إلى حمامة سلام، وأن طبعهم المتأصل في إجرامهم، لا يحجبه تطبعهم أو تطبيعهم، عجل الله هلاكهم.

هذا المؤتمر، سيفتح الفضاء –بإذن الله - إلى سلسلة مؤتمرات مماثلة له قادمة؛ في الرواية أيضًا، وفي الشعر، والقصة القصيرة والقصيرة جدًا، وأدب الأطفال، والسيرذاتية...إلخ.


بقلم إبراهيم كلوب


تشرفنا نحن في "جمعية أصدقاء البرلمان الأردني" بالتشارك مع "الاتحاد العالمي للأكاديميين ورواد العلم العرب والناطقين بلغتهم" - المسجل في المملكة المتحدة (إنجلترا) تحت رقم 12086649، والمسجل برقم 476 في تاريخ 29/5/2019، لدى الاتحاد العربي لحماية الملكية الفكرية؛ يتبع مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية؛ وأتشرف أنا الدكتور إبراهيم جميل كلوب – الأردن، بأن كلفت بمنصب أمينه العام؛ نعم تشرفنا بأن قبلنا تنظيم المؤتمر الدولي العلمي الرابع، الموسوم بـ: "تمثيلات الشخصية اليهودية في الرواية العربية المعاصرة: روايات 2000-2020 أنموذجًا"، دون تردد. والمؤتمر من تنظيم جمعية أصدقاء البرلمان الأردني، وبالشراكة مع اتحاد – لندن وشركاء، وقد شارك به أكثر من 150 باحثًا وباحثة، حيث قدموا 107 أبحاث. ها نحن ننشرها في كتاب وقائع المؤتمر بثلاثة أجزاء؛ وذلك لإثراء المكتبة العربية، ولإفادة الباحثين والباحثات. ويذكر أن هذا المؤتمر قد اعتذر عن رعايته وتنظيمه كثير من المؤسسات الأكاديمية والعلمية والشخصيات التي كنا نعتبرها وطنية قومية عربية للأسف، وهذه ظاهرة ينبغي لمربّي الأجيال أن يتنبهوا إليها؛ لزرع الرفعة والشجاعة والرجولة في أجيال الشباب العربي. 


وأقول لكل أكاديميي العرب وعلمائهم: إنني نذرت نفسي خادمًا أمينًا لكم على حساب وقتي ومالي طمعًا في كسب الأجر والثواب من الله وحده، ولتقديم ما يسهم في تحقيق آمالكم، وسأسعى إلى النهوض بمؤسساتنا الأكاديمية والتعليمية والعاملين فيها إلى الرفعة والتميز؛ لضمان مخرجات منتمية للأمة العربية، تسعى إلى النهوض بها، وذلك من خلال التطوع مجانًا بالعمل والبناء في منظمات مجتمع مدني ومجالس واتحادات أكاديمية علمية في دول أوروبية وعربية. فقد ساهمت بتأسيس منظمات أهلية متعددة، وأخص منها اتحادين وهما: الاتحاد العالمي للأكاديميين ورواد العلم العرب والناطقين بلغتهم – لندن، والاتحاد العالمي للأكاديميين والعلماء العرب – سويسرا. هدفنا أن نعمل على ترسيخ أطر التعاون بين الأكاديميين ورواد العلم العرب والناطقين بلغتهم والجامعات والكليات العلمية والتعليمية والمنظمات والهيئات والمراكز العربية في العالم، التي تعنى بالتعليم والبحث العلمي والدراسات من جانب، وبين الجامعات والمنظمات والهيئات والمراكز العالمية في دول الغرب والعالم الأول من جانب آخر. 

وكذلك، عقد اتفاقيات تعاون مع المؤسسات التعليمية والأكاديمية وريادة الأعمال؛ لتنفيذ مؤتمرات وندوات ودورات وورش تدريبية وتعليمية، وتشجيع البحث العلمي في مستوى الوطن العربي، مستفيدين من خبرات وتجارب علماء العرب في دول العالم الأول، من خلال التواصل والاتصال بهم، واستثمار وسائل التواصل الاجتماعي في نشر المعرفة والعلوم، وسنسعى إلى تجميع الأكاديميين العرب ومن جنسيات أخرى ناطقين باللغة العربية من كل دول العالم؛ لإثراء المعرفة، وتطوير القدرات الخاصة للإنسان العربي. 

وأيضًا، نعمل على نشر أبحاث ومداخلات الباحثين الأكاديميين وخاصة التي تشارك في مؤتمراتنا الخاصة بالاتحاد مجانًا أو برسوم رمزية، في مجلات تحمل معاير عالمية تتبع جامعات ومراكز بحث علمية، وفي كتب وقائع المؤتمرات، مثل كتابنا هذا. ونسعى إلى إطلاق مجلة علمية خاضعة للمعايير الأكاديمية العربية والدولية، تعنى بتطوير قدرات الأكاديميين وتساعدهم على الترقية العلمية والفكرية. 

والآن نقوم بتوسيع العضوية؛ لتشمل جامعات ودور علم ومراكز بحثية، وسنقيم ملتقيات علمية وورش عمل؛ للاطلاع على إنجازات الأكاديميين والعلماء العرب؛ وذلك لتبادل المعرفة وخاصة مع الموجودين في الدول الغربية والعالم الأول. وسنسعى إلى فتح مكاتب إقليمية في دول العالم، وخاصة الدول العربية، ونؤسس الآن لإيجاد مظلة للمؤسسات والاتحادات الأكاديمية العربية والموجودة في دول العالم، والمسجلة رسميًا بوثائق مصدقة من جهات حكومية، تحت مسمى مجلس الوحدة الاكاديمية العربية؛ وذلك لإضعاف الاتحادات المطبعة التي يقودها أشخاص من حملة شهادات أقل من ثانوية عامة، وللأسف بعضها أخذ شرعية بسبب ضعف التشريعات في بعض المؤسسات السيادية. 

وهنا أود أن أذكر المؤتمرات التي تم تنظيمها بالشراكة مع جمعية أصدقاء البرلمان الأردني – عمان، وهي: 


* تنظيم المؤتمر الدولي العلمي المحكم الأول الموسوم بـ: (دور الأكاديميين والعلماء والمثقفين العرب في مواجهة الإرهاب) لا للإرهاب نعم للتنمية، الذي أقيم بتاريخ: 15-16/10/ 2018، برعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، وقد حضر مندوب عنه وزير التنمية السياسية معالي موسى المعايطة، وبحضور أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية السيد محمد الربيع. أقامت المؤتمر جمعية أصدقاء البرلمان الأردني، واتحاد الأكاديميين والعلماء العرب - تحت التأسيس، وكان بالتعاون مع مؤسسة إعمار السلط وجامعة البلقاء وجامعة عمان الأهلية وغيرها من الشركاء. شارك في المؤتمر حضوريًا أكثر من مئة أكاديمي، قدموا حوالي 25 بحثًا وجاهيًا، قدمها أكثر من 35 باحثًا وباحثة أيضًا. 

* تنظيم المؤتمر العلمي الدولي الثاني المحكم الموسوم بـ: "التنمية المستدامة والسلم المجتمعي في العالم العربي"، في 12-13/تشرين الأول /2019، وأقيم برعاية رئيس مجلس الأعيان الأردني دولة العين فيصل الفايز الأكرم. أقيم بالتعاون مع جامعة عمان الأهلية، وبالشراكة مع الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، ومراكز ومؤسسات أكاديمية وبحثية. شارك به عشرات الأكاديميين بأبحاثهم حضوريًا. 

* تنظيم المؤتمر الدولي العلمي المحكم الثالث الموسوم بـ "جائحة (كوفيد -19) كورونا بين التحديات والتداعيات"، وكان أول مؤتمر في العالم يعلن عنه رسميًا، وأقيم في 15/12/2020 (أونلاين ووجاهيًا)، برعاية معالي العين الدكتور ياسين الحسبان الأكرم، رئيس لجنة الصحة بمجلس الأعيان ورئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية الأردنية، وأقيم بالشراكة مع الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، ومركز ابن خلدون للدراسات والأبحاث. أقيم في قاعة غرفة صناعة عمان – الأردن، وشارك به أكثر من 150 باحثًا وباحثة حضوريًا وافتراضيًا. 

* تنظيم المؤتمر الدولي العلمي الرابع، في 3-5/6/2021(أونلاين ووجاهيًا)؛ الموسوم بـ: "تمثيلات الشخصية اليهودية في الرواية العربية المعاصرة: روايات 2000-2020 أنموذجًا"، برعاية سفير السلام الدكتور الطبيب خلف هوشان، وشارك به أكثر من 150 باحثًا وباحثة، حيث قدموا 107 أبحاث، وتم طباعتها في كتاب وقائع بثلاثة أجزاء. 

* تنظيم المؤتمر الدولي العلمي الخامس، الموسوم بـ "التراث والآثار في الوطن العربي"، في 16/10/2021 (أونلاين ووجاهيًا)، برعاية وزير السياحة معالي نايف الفايز احتفالاً بمئوية الدولة الأردنية، وبمناسبة إدراج مدينة السلط "مدينة التسامح والضيافة الحضارية" على قائمة التراث العالمي. اليونسكو، بالشراكة مع جامعة عمان الأهلية، وجامعة الزيتونة الأردنية ومجلتها، وتم نشر أبحاث المؤتمر المميزة بها مجانًا، وكذلك مشاركة المركز العربي للدراسات والأبحاث، وغيرهم. 

* تنظيم المؤتمر الدّولي العربي العلمي المحكّم السّادس الموسوم بـــ: "اللغة العربيّة وآدابها هُوِيَّة حضاريّة ثقافيّة علميّة معاصرة"، في 21-22/5/2022، في جامعة البلقاء التطبيقية – السلط، الذي أقيم برعاية معالي وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وبالتشارك مع الاتحاد العالمي للأكاديميين والعلماء العرب – سويسرا، والمركز العربي للدراسات الإعلامية بفلسطين، ومجلة جامعة الزيتونة للعلوم الإنسانية والاجتماعية وأكاديمية بلاد الشام للتدريب المجتمعي – الأردن، وجامعة اللغة العربية المفتوحة الباكستانية، وجامعة اللغة العربية – النيجر، وغيرهم. 

* العمل على تنظيم المؤتمر الدّولي العربي العلمي المحكّم السابع الموسوم بـ: "سياسات التعليم العالي في الوطن العربي" والذي يقام بالتعاون مع شركاء من معظم دول العالم وخاصة، أعضاء مجلس الوحدة الأكاديمية العربية. 
والله ولي التوفيق. 


بقلم حسين المناصرة


تعد الرّواية العربيّة من أهم الأجناس الأدبيّة قدرة على بناء تجارب معيشيّة كاملة للبشر، قد تمتد عبر أجيال عديدة؛ وعلى تكوين علاقات متعددة ومتشابكة، وأحيانًا معقدة بين الشخصيات، في الصراعات والتناقضات بينها بأشكالها كافة. وهي في هذه القدرة الرؤيويّة الفائقة من جهة المضامين والأفكار؛ فإنها أيضًا تمتلك انفتاحًا جماليًا، يتيح لها المجال واسعًا في التجريب بوسائل فنية مختلفة، ما يجعلها عصيّة على تقليديّة معايير الكتابة المقيّدة بأطر محددة لعناصرها الفنيّة، مثل: اللغة، والشخصية، والحدث، والزمان، والمكان، وأساليب السرد، وغيرها. 


منذ أن بدأت تحولات الشخصية اليهودية/الصهيونية في السعي إلى احتلال فلسطين واستيطانها بمساعدة الاستعمار الغربي، وتخاذل وعجز القوى المحلية العربية والإقليمية في مواجهة هذا الحراك التآمري الإجرامي، وهذه الشخصية تحظى –عمومًا- بمكانة سلبية في الثقافة الشعبية والخطابات الإبداعية العربية، كالتحذير من الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، مرورًا بعصابات الإرهاب الصهيوني برعاية الانتداب البريطاني في فلسطين، ووعد بلفور، واتفاقيات سايكس بيكو، ثم نكبة فلسطين عام 1948، وتلتها هزيمة حزيران عام 1967، وما تبع ذلك من اجتياحات وحروب مارسها الكيان الصهيوني في فلسطين وخارجها، منذ مطلع القرن العشرين إلى اليوم. 

تتعدد الشخصية اليهودية الصهيونية بتعدد مواقعها؛ فنجد الشخصية العنصرية، والشخصية المجرمة، والشخصية الربوية، والشخصية العسكرية والأمنية، واليهودي المعادي للصهيونية، والشخصية النفعية الانتهازية، واليهودي التائه، واليهودي الشرقي، واليهودي الغربي... إلخ؛ فالمجال واسع لتعدد هذه الشخصيات، وإن اكتسبت بعدًا نمطيًا عامًا، يؤكد عزلة هذه الشخصية ومعاداتها لكل ما هو خير وعدل وإنساني في الحياة. 

وقد تناولت دراسات نقدية عربية عديدة هذه الشخصية في جوانبها المختلفة، منها هذه المنشورات: اليهود في الأدب الفلسطيني بين 1913 و1987 (1992)، واليهود في الرواية العربية: جدل الذات والآخر(2012) لعادل الأسطة، والشخصية اليهودية في أدب إحسان عبد القدوس (1992) لرشاد الشامي، واليهود في الرواية الفلسطينية(2002) لحسين أبو النجا، وصورة اليهودي في الأدب الشعبي العربي(2011) لخالد أبو الليل، وخصائص الخطاب الأدبي في رواية الصراع العربي الصهيوني: دراسة تحليلية(2005) لعبد القادر شرشار، والشخصية اليهودية الإسرائيلية في الخطاب الروائي الفلسطيني 1967-1997 (2006) لصبحية عودة زعرب، وصورة اليهودي في المسرح المغربي(2006) لمحمد وادي، والشخصية اليهودية: دراسة أدبية مقارنة(2010) لمحمد جهاد إدريس، وأنجزت أمل أبو حنيش، في عام (2016)، رسالة دكتوراه في الجامعة الأردنية، بعنوان: "صورة اليهودي وصورة العربي في نماذج من الرواية العربية في مطلع القرن العشرين"، ونشرت مجلة الجديد في1/12/2019 ملفاً نقديًا بعنوان: "صورة اليهودي في الرواية العربية"، وصورة اليهودي في الرواية المغاربية المعاصرة (1921) لشهرة بلغول... إلخ. 

انطلق مؤتمر: "تمثيلات الشخصية اليهودية /الصهيونية في الرواية العربية المعاصرة: روايات 2000-2020 أنموذجًا، في ستة محاور، هي:

* الشخصية اليهودية/الصهيونية في فلسطين المحتلة، وفي بيئات عربية ودولية مختلفة. 
* الشخصية اليهودية الحضارية المعادية للفكر الصهيوني وممارساته الإجرامية. 
* علاقات الشخصية اليهودية بالآخر(أبعاد الخير والشر). 
* ممارسات المرأة اليهودية/الصهيونية. 
* أنماط الشخصية اليهودية الشايلوكية النفعية. 
* لماذا نلتفت إلى الشخصية اليهودية؟ (الكاتب والتجربة وصلته بالشخصيات اليهودية والكتابة عنها: شهادات إبداعية وثقافية).